مشكلة البواسير أحد الأمراض الشائعة التي تصيب النّاس ما بين عمري العشرين والخمسين رجالاً كانوا أم نساء على حدّ سواء. فما هو هذا المرض؟ وما هي أسبابه؟ وكيف يمكن علاجه والوقاية منه؟
البواسير هي إنتفاخات في الأوردة السفليّة للمستقيم وفتحة الشّرج، وتكون هذه الإنتفاخات مؤلمة جدّاً. يصاب الشخص بالمرض بسبب حدوث تجمّع للدّم في أوردة الشّرج بطريقة غير طبيعيّة، وهذا يؤدّي إلى إرتفاع في ضغط الدّم في المنطقة، وهذا يؤدّي إلى تمدّد الأوعية الوريديّة وانتفاخها والتي لا تتحمّل الضغط، فتكون مؤلمة بشدّة خاصّة عند الجلوس.
يصاب المريض بهذه المشكلة نتيجة الضغط الزائد على أوردة الشرج والمستقيم، وقد يكون هذا الضغط ناجماً عن بذل الجهد الشديد أثناء عمل الأمعاء، أو بسبب الجلوس المتواصل على حوض المرحاض، أو بسبب الإسهال أو الإمساك المزمنين، وأحياناً قد يكون الوزن الزائد سبباً في ذلك، وكذلك الحمل أحد أسباب الإصابة بالمرض، وممارسة الجنس الشرجيّ كذلك. وقد يكون التقدّم في العمر سبباً في الإصابة بالمرض، حيث أنّ أنسجة الأوردة تضعف وتنقبض مع مرور الزّمن.
الإصابة بالبواسير تكون نوعين: إمّا أن تكون بواسير داخليّة توجد داخل القناة الشرجيّة ولا يمكن رؤيتها مباشرة، وإمّا أن تكون خارجيّة تسبّب الحكّة والنزيف أحياناً. وعند الإصابة بالمرض يجب مراجعة الطبيب الذي يقوم بتشخيص المرض من مجرد رؤيته للمنطقة المصابة في حالة البواسير الخارجيّة، أمّا في حالة البواسير الداخليّة يحتاج الطبيب لفحص المريض بإستخدام يديه، أو بإستخدام منظار الشّرج ومنظار المستقيم، أو المنظار السينيّ.
أمّا أعراض الإصابة بالمرض، فهو تكون بالشعور بالحكّة الشرجيّة وآلام في الشّرج عند الجلوس خاصّة، كما ويرى المريض خروج دمّ أحمر مع برازه، ويعاني من آلام مبرّحة أثناء التبرّز.
درهم وقاية خير من قنطار علاج، ولذلك فإنّ علاج هذا المرض يعتمد أكثر منه على الوقاية، وتجنّب مسببات المرض. علاج البواسير يكون في مجالين: مجال وقائيّ، ومجال دوائيّ وجراحيّ إن دعت الحاجة لذلك. بالنسبة للوقاية من المرض ومن تطوّره؛ على المريض أن يحافظ على النظافة والعناية الشديدة بالمنطقة الشرجيّة، والإكثار من شرب الماء والبعد عن الكافايين قدر الإمكان. وللوقاية من المرض أيضاً، عليك بالحفاظ على نظام غذائيّ غنيّ بالألياف لتجنّب الإصابة بالإمساك "أحد أسباب الإصابة بالمرض". ويمكنك كذلك في حالة الشعور بحكّة المرض استخدام كمّادات الثلج، ووضعها على المنطقة المصابة. عليك أيضاً بالإلتزام بممارسة التمارين الرياضيّة دوريّاً وبإنتظام، تجنّب كذلك الوقوف لفترو طويلة أو حتّى الجلوس لفترات طويلة، عليك كذلك أن تحرص على عدم تأخير ذهابك للحمّام عند حاجتك لذلك.
في حالة تطوّر المرض يتمّ اللجوء إلى الأدويّة والعلاجات الجراحيّة. ينصح المريض في هذا الحالة بإستخدام مراهم وتحاميل ومليّنات تساعد في تخفيف حجم البواسير، وتقليل أعراضها، إضافة إلى وسائل أخرى ينصح بها الطبيب المعالج. وقد يلجأ الطبيب للعلاج الجراحي بحقن المنطقة بمقّلصات للبواسير.
المقالات المتعلقة بما هو مرض البواسير